اليابان هي أكبر دولة معرضة دائمًا للزلازل والتسونامي.
اليابان هي دولة جميلة و متقدمة تكنولوجيا،ولكن الطبيعة الجغرافية و الجيولوجى،لها حسبات أخرى،
قد يتبادر إلى أذهاننا سؤال طبيعي:
لماذا اليابان تحديدًا؟
لماذا يبدو هذا البلد الجميل، المزدهر تكنولوجيًا، وكأنه يعيش تحت تهديد دائم من غضب الطبيعة؟
للإجابة عن هذا السؤال، نحتاج إلى إلقاء نظرة على الموقع الجغرافي والجيولوجي لليابان لهذا الأرخبيل الفريد.
أهم الأسباب المؤدية لحدوث الزلازل وتوسونامى في دولة اليابان؟
موقع اليابان الجيولوجي:
تقع اليابان فوق أخطر النقاط على كوكب الأرض،
تقع اليابان على ما يُعرف بـ "حزام النار" في المحيط الهادئ، وهو واحد من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا في العالم، هذا الحزام يمتد على طول سواحل المحيط الهادئ ويشكل ما يشبه الحلقة العملاقة حوله، ويشهد حوالي 90٪ من الزلازل العالمية،
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا فقط.
اليابان تقع عند تقاطع أربع صفائح تكتونية رئيسية:
- الصفيحة المحيطية الهادئة
- الصفيحة الفلبينية
- الصفيحة الأوراسية
- الصفيحة الشمالية الأمريكية
هذه الصفائح تتحرك ببطء شديد، ولكن قوتها هائلة وعندما تتصادم أو تنزلق إحداها تحت الأخرى (في ما يُعرف بالانغماس أو "subduction")، تتراكم الطاقة تحت سطح الأرض، لتتحرر فجأة على شكل زلزال، وفي بعض الأحيان، إذا حدث الزلزال تحت قاع المحيط، يؤدي ذلك إلى تحريك كميات هائلة من المياه، مسببة موجات تسونامي مدمرة.
تسونامي: الكارثة القادمة من أعماق البحر
اليابان لا تعاني فقط من الزلازل الأرضية، بل من الزلازل البحرية التي تُطلق سلسلة موجات تسونامي، وهوعند حدوثه يؤدى الى كارثة بمعنة الكلمة، و كلمة "تسونامي" نفسها يابانية الأصل (وتعني "موجة الميناء")، وهذا يعكس مدى التصاق هذه الظاهرة بتاريخ وثقافة اليابان.
أبرز الأمثلة على ذلك هو تسونامي
من أبرز الأمثلة على ذلك هو تسونامي عام 2011 الذي أعقب زلزالًا بقوة 9.0 درجات، وضرب الساحل الشمالي الشرقي لليابان، لم يكن دماره ماديًا فقط، بل خلف كارثة إنسانية وبيئية بعد أن أدى إلى انفجار محطة فوكوشيما النووية و كان ممثابة كارة كبيرة .
كيف تتعامل اليابان مع هذه المخاطر المستمرة؟
على الرغم من تهديد الطبيعة دائما لليابان إلا انها تحدت كل الظروف و حولت التكيف مع الواقع، ما يثير الإعجاب في اليابان ليس فقط قدرتها على النجاة، بل على التكيّف والتطوير في وجه هذه التهديدات الطبيعية
أهم التحديات و الإسترتجيات التى عملت بها اليابان لتحمل كل مخاطر الطبيعة
- تعتمد اليابان على هندسة معمارية مقاومة للزلازل، بدءًا من المباني السكنية إلى ناطحات السحاب.
- تمتلك نظامًا متطورًا للإنذار المبكر، يمكن أن يرسل تحذيرًا في ثوانٍ قليلة قبل وصول الموجة الزلزالية.
- يُدرّس الأطفال منذ الصغر كيفية التصرف أثناء الزلازل، وتُجرى تدريبات دورية على الإخلاء والطوارئ.
الختام: العيش على الحافة بثقة بمعنى
أن تكون يابانيًا، يعني أن تعيش في بلدٍ ساحرٍ بطبيعته، لكنه يحمل في طياته تحديًا دائمًا،من حيث محولت تكيفه مع الظروف الطبيعية، ومع ذلك، نجحت اليابان في تحويل هذا التهديد إلى دافع للابتكار والتكاتف المجتمعي، الزلازل والتسونامي قد لا تتوقف، لكن اليابانيين تعلموا كيف يتعايشون مع الطبيعة بدلًا من مقاومتها.
ربما هذا هو الدرس الأكبر لنا جميعًا: أن نفهم كوكبنا جيدًا، ونبني معه علاقة احترام وتوازن، و نتعلم ان نحافظ عليه من التلوثات البئية التى تؤدى الى معظم هذه الكوارث و نقومها مهما كانت التحديات.